فإن تقواه جنة من بأسه ووسيلة عنده واحذروا من الله الغير والزموا جماعتكم ولا تصيروا أحزابا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا .
154 - خطبة الوليد بن عقبة .
قال الطبري .
لما أصاب الوليد بن عقبة حاجته من أرمينية سنة24 ه وكان أهلها قد منعوا ما صالحوا عليه أهل الاسلام أيام عمر ودخل الموصل فنزل الحديثة أتاه كتاب من عثمان Bه .
أما بعد فإن معاوية بن أبي سفيان كتب الي يخبرني أن الروم قد اجلبت على المسلمين بجموع عظيمة وقد رأيت أن يمدهم إخوانهم من أهل الكوفة فإذا أتاك كتابي هذا فابعث رجلا ممن ترضى نجدته وبأسه وشجاعته وإسلامه في ثمانية آلاف أو تسعة آلاف أو عشرة آلاف من المكان الذي يأتيك فيه رسولي والسلام .
فقام الوليد في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال .
أما بعد أيها الناس فإن الله قد أبلى المسلمين في هذا الوجه بلاء حسنا فرد عليهم بلادهم التي كفرت وفتح بلادا لم تكن فتحت وردهم سالمين غانمين مأجورين فالحمد لله رب العالمين .
وقد كتب الي أمير المؤمنين يأمرني أن أندب منكم ما بين العشرة الآلاف إلى الثمانية الآلاف تمدون إخوانكم من أهل الشام فإنهم قد جاشت عليهم الروم وفي ذلك الأجر العظيم والفضل المبين فانتدبوا رحمكم الله مع سلمان بن ربيعة الباهلي فانتدب الناس