152 - خطبته وقد اشتد عليه الحصار .
ولما اشتد الحصار عليه أرسل إلى علي وطلحة والزبير فحضروا فأشرف عليهم فقال .
يأيها الناس اجلسوا فجلسوا المحارب والمسالم فقال لهم يأهل المدينة أستودعكم الله وأسأله أن يحسن عليكم الخلافة من بعدي ثم قال أنشدكم بالله هل تعلمون أنكم دعوتم الله عند مصاب عمر أن يختار لكم ويجمعكم على خيركم أتقولون إن الله لم يستجب لكم وهنتم عليه وأنتم أهل حقه أم تقولون هان على الله دينه فلم يبال من ولى والدين لم يتفرق أهله يومئذ أم تقولون لم يكن أخذ عن مشورة إنما كان مكابرة فوكل الله الأمة إذ عصته ولم يشاوروا في الإمامة أم تقولون إن الله لم يعلم عاقبة أمري أنشدكم بالله أتعلمون لي من سابقة خير وقدم خير قدمه الله لي يحق على كل من جاء بعدي أن يعرفوا لي فضلها فمهلا لا تقتلوني فإنه لا يحل الا قتل ثلاثة رجل زنا بعد إحصانه أو كفر بعد إيمانه أو قتل نفسا بغير حق فإنكم اذا قتلتموني وضعتم السيف على رقابكم ثم لم يرفع الله عنكم الاختلاف ابدا .
153 - آخر خطبة خطبها عثمان .
إن الله D إنما أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة ولم يعطكموها لتركنوا اليها إن الدنيا تفنى والآخرة تبقى فلا تبطرنكم الفانية ولا تشغلنكم عن الباقية فآثروا ما يبقى على ما يفنى فإن الدنيا منقطعة وإن المصير إلى الله اتقوا الله جل وعز