الحمد لله الذي لا إله الا هو الذي بعث محمدا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون فإن الله منجز وعده ومعز دينه ومهلك عدوه ثم أقبل على أبي بكر فقال نحن غير مخالفين لك ولا متخلفين عنك وأنت الوالي الناصح الشفيق ننفر إذا استنفرتنا ونطيعك إذا أمرتنا ونجيبك إذا دعوتنا .
ففرح أبو بكر بمقالته وقال له جزاك الله من أخ وخليل خيرا فقد أسلمت مرتغبا وهاجرت محتسبا وهربت بدينك من الكفار لكي يطاع الله ورسوله وتكون كلمة الله هي العليا فتيسر رحمك الله .
فتجهز خالد بن سعيد بأحسن الجهاز وخرج هو وإخوته وغلمانه ومن تبعه من أهل بيته فكان أول من عسكر وأمر أبو بكر بلالا فنادى في الناس أن انفروا إلى جهاد عدوكم الروم بالشام فنفروا اليه وكان خالد من عمال رسول الله فكره الإمارة واستعفى أبا بكر فأعفاه .
ورأى أبو بكر أن يكتب كتابا إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الجهاد ويرغبهم في ثوابه وبعث الكتاب مع أنس بن مالك .
قال أنس أتيت أهل اليمن جناحا جناحا وقبيلة قبيلة أقرأ عليهم كتاب أبي بكر وإذا فرغت من قراءته قلت .
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإني رسول خليفة رسول الله ورسول المسلمين إليكم إلا وإني وقد تركتهم معسكرين ليس يمنعهم من الشخوص إلى عدوهم الا انتظاركم فعجلوا إلى إخوانكم رحمة الله عليكم أيها المسلمون .
فكان كل من أقرأ عليه ذلك الكتاب ويسمع مني هذا القول يحسن الرد علي ويقول نحن سائرون وكأنا قد فعلنا 53 .
خطبة ذي الكلاع .
حتى انتهيت إلى ذي الكلاع فلما قرأت عليه الكتاب وقلت هذا المقال دعا بفرسه وسلاحه ونهض في قومه من ساعته ولم يؤخر ذلك وأمر بالمعسكر فما برحنا حتى عسكر وعسكر معه جموع كثيرة من أهل اليمن وسارعوا فلما اجتمعوا إليه قام فيهم