ألا إن الله لا شريك له ليس بينه وبين أحد من خلقه سبب يعطيه به خيرا ولا يصرف عنه به سوءا إلا بطاعته واتباع أمره واعلموا أنكم عبيد مدينون وأن ما عنده لا يدرك إلا بطاعته أما وإنه لا خير بخير بعده النار ولا شر بشر بعده الجنة .
39 - خطبة له .
ومن خطبه حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ثم قال .
إن أشقى الناس في الدنيا والآخرة الملوك فرفع الناس رءوسهم فقال مالكم يا معشر الناس إنكم لطعانون عجلون إن من الملوك من إذا ملك زهده الله فيما في يده ورغبه فيما في يدي غيره وانتقصه شطر أجله وأشرب قلبه الإشفاق فهو يحسد على القليل ويتسخط الكثير ويسأم الرخاء وتنقطع عنه لذه البهاء لا يستعمل العبرة ولا يسكن إلى الثقة فهو كالدرهم القسي والسراب الخادع جذل الظاهر حزين الباطن فإذا وجبت نفسه ونضب عمره وضحا ظله حاسبة الله فأشد حسابه وأقل عفوه ألا إن الفقراء هم المرحومون وخير الملوك من آمن بالله وحكم بكتاب الله وسنة نبيه وإنكم اليوم على خلافة نبوة ومفرق محجة وسترون بعدي ملكا عضوضا وأما شعاعا ودما مفاحا فإن كانت للباطل نزوة ولأهل الحق جولة يعفو لها الأثر وتموت السنن فالزموا المساجد