وقيل لأعرابي كيف كتمانك للسر قال ما جوفى له إلا قبر .
ومر أعرابيان برجل صلبه بعض الخلفاء فقال أحدهما أنبتته الطاعة وحصدته المعصية وقال الآخر من طلق الدنيا فالآخرة صاحبته ومن فارق الحق فالجذع راحلته .
وقال أعرابي إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل ودوام عهده فانظر إلى حنينه إلى أوطانه وشوقه إلى إخوانه وبكائه على ما مضى من زمانه .
وقال أعرابي إذا كان الرأى عند من لا يقبل منه والسلاح عند من لا يستعمله والمال عند من لا ينفقه ضاعت الأمور .
وقال أعرابي إن الدنيا تنطق بغير لسان فتخبر عما يكون بما قد كان .
وقال الأصمعى سمعت أعرابيا يقول غفلنا ولم يغفل الدهر عنا فلم نتعظ بغيرنا حتى وعظ غيرنا بنا فقد أدركت السعادة من تنبه وأدركت الشقاوة من غفل وكفى بالتجربة واعظا .
وقال أعرابي لرجل اشكر للمنعم عليك وأنعم علي الشاكر لك تستوجب من ربك زيادته ومن أخيك مناصحته .
وتذاكر قوم صلة الرحم وأعرابى جالس فقال منسأة في العمر مرضاة للرب محبة في الأهل .
وقال أعرابي لا أعرف ضرا أوصل إلى نياط القلب من الحاجة إلى من لم تثق بإسعافه ولا تأمن رده وأكلم المصائب فقد خليل لا عوض منه .
وقيل لأعرابي أي شيء أمتع فقال ممازحة المحب ومحادثة الصديق وأمانى تقطع بها أيامك