وقال أعرابى من ولد الخير أنتج له فراخا تطير بأجنحة السرور ومن غرس الشر أنبت له نباتا مرا مذاقه وقضبانه الغيظ وثمرته الندم .
وقال أعرابي من كساه الحياء ثوبه حفى على الناس عيبه وقال بئس الزاد التعدى على العباد وقال التلطف بالحيلة أنفع من الوسيلة وقال من ثقل على صديقه خف على عدوه ومن أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه مالا يعلمون .
وقال أعرابى أعجز الناس من قصر في طلب الإخوان وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم .
وقال أعرابى لابنه لا يسرك أن تغلب بالشر فإن الغالب بالشر هو المغلوب .
وقال أعرابى لأخ له قد نهيتك أن تريق ماء وجهك عند من لا ماء في وجهه فإن حظك من عطيته السؤال .
وقال أعرابى إن حب الخير خير وإن عجزت عنه المقدرة وبغض الشر خير وإن فعلت أكثره .
وقال أعرابى والله لولا أن المروءة تقيل محملها شديدة مؤنتها ما ترك اللئام للكرام شيئا .
واحتضر أعرابي فقال له بنوه عظنا يا أبت فقال عاشروا الناس معاشرة إن غبتم حنوا إليكم وإن متم بكوا عليكم .
ودخل أعرابي على بعض الملوك في شملة شعر فلما رآه أعرض عنه فقال له إن الشملة لا تكلمك وإنما يكلمك من هو فيها .
وقال أعرابي رب رجل سره منشور على لسانه وآخر قد التحف عليه قلبه التحاف الجناح على الخوافي