ويسوس الجنب فإنكم لم تخلقوا عبثا ولم تتركوا سدى ويحكم إنى لست أتاويا أعلم ولا بدويا أفهم قد حلبتكم أشطرا وقلبتكم أبطنا وأظهرا فعرفت أنحاءكم وأهواءكم وعلمت أن قوما أظهروا الإسلام بألسنتهم وأسروا الكفر في قلوبهم فضربوا بعض أصحاب رسول الله ببعض وولدوا الروايات فيهم وضربوا الأمثال ووجدوا على ذلك من أهل الجهل من أبنائهم أعوانا يأذنون لهم ويصغون إليهم مهلا مهلا قبل وقوع القوارع وطول الروائع هذا لهذا ومع هذا فلست أعتنش ائبا ولا تائبا ( عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام ) فأسروا خيرا وأظهروه واجهروا به وأخلصوه فطالما مشيتم القهقرى ناكصين وليعلم من أدبر وأصر أنها موعظة بين يدى نقمة ولست أدعوكم إلى أهواء تتبع ولا إلى رأى يبتدع إنما أدعوكم إلى الطريقة المثلى التي فيها خير الاخرة والأولى فمن أجاب فإلى رشده ومن عمى فعن قصده فهلم إلى الشرائع الجدائع ولا تولوا عن سبيل المؤمنين ولا تستبدلوا