11 - ابن اللبانة الشاعر وعز الدولة بن المعتصم بن صمادح لما مات المعتصم بن صمادح ملك المرية ركب البحر ابنه وولى عهده الواثق عز الدولة وفارق الملك كما أوصاه والده المعتصم .
قال أبو بكر بن اللبانة الشاعر ما علمت حقيقة جدور الدهر حتى اجتمعت ببجاية مع عز الدولة بن المعتصم فإنى رأيت منه خير من يجتمع به كأنه لم يخلقه الله تعالى إلا للملك والرياسة وإحياء الفضائل ونظرت إلى همته تنم من تحت خموله كما ينم فرند السيف وكرمه من تحت الصدأ مع حفظه لفنون الأدب والتواريخ وحسن استماعه وإسماعه ورقة طباعه ولطافة ذهنه ولقد ذكرته لأحد من صحبته من الأدباء في ذلك المكان ووصفته بهذه الصفات فتشوق إلى الاجتماع به ورغب إلى في أن أستأذنه في ذلك فلما أعلمت عز الدولة قال .
يا أبا بكر إنك لتعلم أنا اليوم في خمول وضيق لا يتسع لنا معهما ولايجمل بنا الاجتماع مع أحد لاسيما مع ذى أدب ونباهة يلقانا بعين الرحمة ويزورنا بمنة التفضل في زيارتنا ونكابد من ألفاظ توجعه وألحاظ تفجعه ما يجدد لنا هما قد بلى ويحيى كمدا قد فنى وما لنا قدرة على أن نجود عليه بما يرضى عن همنا فدعنا كأننا في قبر نتدرع لسهام الدهر بدرع الصبر وأما أنت فقد أختلطت بنا اختلاط اللحم بالدم وامتزجت امتزاج الماء بالخمر فكأنا لم نكشف حالنا لسوانا ولا أظهرنا ما بنا لغيرنا فلا نحمل غيرك بحملك