استملحه منه وقد أمرنا لك بما لا يقصر عن ذلك ما هو أنوه وأحسن عائدة وكتب له بمال وخلع وموضع يعيش منه ثم رد رأسه إلى المتكلم في شأن الرمادي وقد كان يغوص في الأرض لو وجد لشدة ما حل به مما رأى وسمع وقال والعجب من قوم يقولون الابتعاد من الشعراء أولى من الاقتراب نعم ذلك لمن ليس له مفاخر يريد تخليدها ولا أياد يرغب في نشرها فأين الذين قيل فيهم .
( على مكثريهم رزق من يعتريهم ... وعند المقلين السماحة والبذل ) وأين الذى قيل فيه .
( إنما الدنيا أبو دلف ... بين مبداه ومحتضره ) .
( فإذا ولى أبو دلف ... ولت الدنيا على أثره ) .
أما كان في الجاهلية والإسلام أكرم ممن قيل فيه هذا القول بلى ولكن صحبة الشعراء والإحسان إليهم أحيت غابر ذكراهم وخصتهم بمفاخر عصرهم وغيرهم لم تخلد الأمداح مآثرهم فدثر ذكرهم ودرس فخرهم