139 - الجاحظ وابن أبى داود .
وكان الجاحظ مختصا بمحمد بن عبد الملك الزيات منحرفا عن أحمد بن أبى داود فلما نكب ابن الزيات حمل الجاحظ مقيدا من البصرة وفي عنقه سلسلة وعليه قميص سمل فلما دخل على القاضى أحمد قال له والله ما أعلمك إلا متناسيا للنعمة كفورا للصنيعة معدنا للمساويء وما فتنتنى باستصلاحى لك ولكن الأيام لا تصلح منك لفساد طويتك ورداءة دخيلتك وسوء اختيارك وغالب طباعك .
فقال الجاحظ خفض عليك أيدك الله فوالله لأن يكون لك الأمر على خير من أن يكون لى عليك ولأن أسىء وتحسن أحسن في الأحدوثة عليك من أن أحسن وتسىء ولأن تعفو عنى في حال قدرتك أجمل بك من الانتقام مني .
فقال أحمد والله ما علمتك إلا كثير تزويق الكلام فحل عنه الغل والقيد وأحسن إليه وصدره في المجلس