الثانية إن أبي عظيم الخطر منيع الوزر عزيز النفر يحمد منه الورد والصدر فقالت الثالثة إن أبي صدوق اللسان حديد الجنان رذوم الجفان كثير الأعوان يروى السنان عند الطعان قالت الرابعة إن أبي كريم النزال منيف المقال كثير النوال قليل السؤال كريم الفعال .
ثم تنافرن إلى كاهنة معهن في الحي فقلن لها اسمعي ما قلنا واحكمي بيننا واعدلي ثم أعدن عليها قولهن فقالت لهن كل واحدة منكن ماردة بأبيها واجدة على الإحسان جاهدة لصواحباتها حاسدة ولكن اسمعن قولي خير النساء المبقية على بعلها الصابرة على الضراء مخافة أن ترجع إلى أهلها مطلقة فهي تؤثر حظ زوجها على حظ نفسها فتلك الكريمة الكاملة وخير الرجال الجواد البطل القليل الفشل إذا سأله الرجل ألفاه قليل العلل كثير النفل ثم قالت كل واحدة منكن بأبيها معجبة .
72 - عفيراء الكاهنة تعبر رؤيا مرثد بن عبد كلال .
روى أن مرثد بن عبد كلال قفل من غزاة عزاها بغنائم عظيمة فوفد عليه زعماء العرب وشعراؤها وخطباؤها يهنئونه فرفع الحجاب عن الوافدين وأوسعهم عطاء واشتد سروره بهم فبينما هو كذلك إذ نام يوما فرأى رؤيا في المنام أخافته وأذعرته وهالته في حال منامه فلما انتبه أنسيها حتى لم يذكر منها شيئا وثبت ارتياعه في نفسه بها فانقلب سروره حزنا واحتجب عن الوفود حتى أساءوا به الظن ثم إنه حشر الكهان فجعل يخلو بكاهن كاهن ثم يقول له أخبرني عما أريد أن أسألك عنه