الشخوص إلى ما هنالك فاعمل عملا يظهر أثره ويحمد بركته برأيك ونظرك فيه إن شاء الله فولاه الشام والجزيرة .
103 - الشغب في جيش عبد الملك بن صالح .
وسار عبد الملك بن صالح فلما قدم الرقة كتب إلى رؤساء أجناد الشأم ووجوه الجزيرة فلم يبق أحد ممن يرجى ويذكر بأسه وغناؤه إلا وعده وبسط له في أمله وأمنيته فقدموا عليه رئيسا بعد رئيس وجماعة بعد جماعة فكان لا يدخل عليه أحد إلا أجازه وخلع عليه وحمله فأتاه أهل الشأم الزواقيل والأعراب من كل فج واجتمعوا عنده حتى كثروا بيد أنه شبت نار الفتنة بين جند أهل خراسان وبين الزواقيل وأفضى الأمر إلى تلاحمهم واقتتالهم ثم قام رجل من أهل حمص فقال .
يأهل حمص الهرب أهون من العطب والموت أهون من الذل إنكم بعدتم عن بلادكم وخرجتم من أقاليمكم ترجون الكثرة بعد القلة والعزة بعد الذلة ألا وفي الشر وقعتم وإلى حومة الموت أنختم إن المنايا في شوارب المسودة وقلانسهم النفير النفير قبل أن ينقطع السبيل وينزل الأمر الجليل ويفوت المطلب ويعسر المذهب ويبعد العمل ويقترب الأجل .
وقام رجل من كلب فقال .
يا معشر كلب إنها الراية السوداء والله ماولت ولاعدلت ولا ذل