وتوجه أحمد بن مزيد في عشرين ألفا من الأعراب وعبد الله بن حميد بن قحطبة في عشرين ألفا من الأبناء حتى نزلا خانقين قريبا من حلوان ولم يزل طاهر يحتال في وقوع الاختلاف والشغب بينهم حتى اختلفوا وانتقض أمرهم وقاتل بعضهم بعضا فأخلوا خانقين ورجعوا عنها دون أن يلقوا طاهرا .
102 - مقال عبد الملك بن صالح للأمين .
وكان عبد الملك بن صالح يشكر للأمين تخلية سبيله ويوجب بذلك على نفسه طاعته ونصيحته فلما قوى طاهر واستعلى أمره وهزم من هزم من قواد الأمين وجيوشه دخل عبد الملك على الأمين فقال .
يا أمير المؤمنين إنى أرى الناس قد طمعوا فيك وأهل العسكرين قد اعتمدوا ذلك وقد بذلت سماحتك فإن تممت على أمرك أفسدتهم وأبطرتهم وإن كففت أمرك عن العطاء والبذل أسخطتهم وأغضبتهم وليس تملك الجنود بالإمساك ولا يبقى ثبوت الأموال على الإنفاق والسرف ومع هذا فإن جندك قد رعبتهم الهزائم ونهكتهم وأضعفتهم الحرب والوقائع وامتلأت قلوبهم هبية لعدوهم ونكولا عن لقائهم ومناهضتهم فإن سيرتهم إلى طاهر غلب بقليل من معه كثيرهم وهزم بقوة نيته ضعف نصائحهم ونياتهم وأهل الشأم قوم قد ضرستهم الحروب وأدبتهم الشدائد وجلهم منقاد إلى مسارع إلى طاعتى فإن وجهنى أمير المؤمنين اتخذت له منهم جندا يعظم نكايتهم في عدوه ويؤيد الله بهم أولياءه وأهل طاعته .
فقال الأمين فإني موليك أمرهم ومقويك بما سألت من مال وعدة فعجل