وما له على الأرض مال وما من مال إلا ودونه يد شحيحة تحويه فما يزال الله يلطف بذلك الطفل حتى تعظم رغبة الناس إليه ولست بالذى تعطى بل الله يعطى من يشاء ما شاء وإن قلت إنما أجمع المال لتشديد السلطان فقد أراك الله عبرا في بنى أمية ما أغنى عنهم ما جمعوامن الذهب والفضة وأعدوا من الرجال والسلاح والكراع حتى أراد الله بهم ما أراد وإن قلت إنما أجمع لطلب غاية هي أجسم من الغاية التي أنا فيها فوالله ما فوق ما أنت فيه إلا منزلة لا تدرك إلا بخلاف ما أنت عليه يا أمير المؤمنين هل تعاقب من عصاك بأشد من القتل قال المنصور لا قال فكيف تصنع بالملك الذى خولك ملك الدنيا وهو لا يعاقب من عصاه بالقتل ولكن بالخلود في العذاب الأليم قد رأى ما قد عقد عليه قلبك وعملته جوارحك ونظر إليه بصرك واجترحته يداك ومشت إليه رجلاك هل يغني عنك ما شححت عليه من ملك الدنيا إذا انتزعه من يدك ودعاك إلى الحساب فبكى المنصور وقال يا ليتني لم أخلق ويحك فكيف أحتال لنفسي قال يا أمير المؤمنين إن للناس أعلاما يفزعون إليهم في دينهم ويرضون بهم فاجعلهم بطانتك يرشدوك وشاورهم في أمرك يسددوك قال قد بعثت إليهم فهربوا مني قال خافوا أن تحملهم على طريقتك ولكن افتح بابك وسهل حجابك وانصر المظلوم واقمع الظالم وخذ الفىء والصدقات مما خل وطاب واقسمه بالحق والعدل على أهله وأنا الضامن عنهم أن يأتوك ويسعدوك على صلاح الأمة وجاء المؤذنون فسلموا عليه فصلى وعاد إلى مجلسه وطلب الرجل فلم يوجد