ولا رتبة تبذل وإنما تؤكده الأسباب قال فاجعل لى طريقا إليه بالتفضل عليه قال صدقت وقد وصلته بألف درهم ولم أصل بها أحدا غير عمومتى لتعلم ماله عندى فيكون منه ما يستدعى به محبتى قال فكيف سألت له المحبة يا ربيع قال لأنها مفتاح كل خير ومغلاق كل شر تستر بها عندك عيوبه وتصير حسنات ذنوبه قال صدقت .
44 - مقام عمرو بن عبيد بين يدى المنصور .
دخل عمرو بن عبيد على المنصور بعد ما بايع للمهدى فقال له يا أبا عثمان هذا ابن أمير المؤمنين وولى عهد المسلمين فقال له عمرو يا أمير المؤمنين أراك قد وطدت له الأمور وهي تصير إليه وأنت عنه مسئول فاستعبر المنصور وقال له عظني يا عمرو قال يا أمير المؤمنين إن الله أعطاك الدنيا بأسرها فاشتر نفسك منها ببعضها وإن هذا الذي في يديك لو بقى في يد غيرك لم يصل إليك فاحذر ليلة تمخض عن يوم لا ليلة بعده فوجم أبو جعفر من قوله فقال له الربيع يا عمرو غممت أمير المؤمنين فقال عمرو إن هذا صحبك عشرين سنة لم ير لك عليه أن ينصحك يوما واحدا وما عمل وراء بابك بشيء من كتاب الله ولا سنة نبيه قال أبو جعفر فما أصنع قد قلت لك خاتمى في يدك فتعال وأصحابك فاكفنى قال عمرو ادعنا بعدلك تسخ أنفسنا بعونك ببابك ألف مظلمة اردد منها شيئا نعلم أنك صادق