وحجاب ضعيف لم يجزم في تفضيل الحلم وفى الاستيثاق من ترك دواعي الظلم ولم تر أهل النهى والمنسوبين إلى الحجا والتقى مدحوا الحكام بشدة العقاب وقد ذكروهم بحسن الصفح وبكثرة الاغتفار وشدة التغافل وبعد فالمعاقب مستعد لعداوة أولياء المذنب والعافى مستدع لشكرهم امن من مكافأتهم أيام قدرتهم ولأن يثنى عليك باتساع الصدر خير من يثني عليك بضيق الصدر على أن إقالتك عثرة عباد الله موجب لإقالتك عثرتك من رب عباد الله وعفوك عنهم موصول بعفو الله عنك وعقابك لهم موصول بعقاب الله لك قال الله D ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) .
43 - أبو جعفر المنصور والربيع .
وقال سعيد بن مسلم بن قتيبة دعا المنصور بالربيع فقال سلني ما تريد فقد سكت حتى نطقت وخففت حتى ثقلت وقللت حتى أكثرت فقال والله يا أمير المؤمنين ما أرهب بخلك ولا أستقصر عمرك ولا أستصغر فضلك ولا أغتنم مالك وإن يومى بفضلك على أحسن من أمسى وغدك في تأميلى أحسن من يومي ولو جاز أن يشكرك مثلي بغير الخدمة والمناصحة لما سبقني لذلك أحد قال صدقت علمي بهذا منك أحلك هذا المحل فسلني ما شئت قال أسألك أن تقرب عبدك الفضل وتؤثره وتحبه قال يا ربيع إن الحب ليس بمال يوهب