الكنية كناية عن الموت كما كنى عن اللديغ بالسليم وعن المهلكة بالمفازة قال الصاحب فى أخوين مليح وقبيح واسم المليح منهما يحيى .
( يحيى حلو المحيا ولكن له ... أخ حكى وجه أبى يحيى ) .
وحربة أبى يحيى يراد بها مقدمة من مقدمات الموت على جهة التمثيل والاستعارة قال بعض أهل العصر .
( عذيرى من الأيام مدت صروفها ... إلى وجه من أهوى يد النسخ والمحو ) .
( وأبدت بوجهى طالعات أرى بها ... سهام أبى يحيى مسددة نحوى ) .
( فذاك سواد الخط ينهى عن الهوى ... وهذا بياض الوخط يأمر بالصحو ) .
88 - ( سحر هاروت ) يضرب به المثل وينسب إليه السحر دون صاحبه ماروت لأن الله تعالى بدأ به فقال ( وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ) وكذلك يقال أقصر من يأجوج ولا يقال من مأجوج قال ابن برد .
( وكان رجع حديثها ... قطع الرياض كسين زهرا ) .
( وكأن تحت لثامها ... هاروت ينفث منه سحرا ) .
وقال عبد الله بن المعتز .
( أسترزق الله عطف الحب من رشإ ... يشوب تذكير عينيه بتأنيث ) .
( كأن فى طرفه هاروت يقصدنى ... منه بسحر إلى الأحشاء منفوث ) .
وقال الصاحب .
( لقد ظن بدر التم نقص جماله ... فبعدا لوجه البدر مع سوء ظنه ) .
( ولو أن هاروتا رأى سحر عينه ... تعلم كيف السحر من حد جفنه )