( وما أظن النوى ترضى بما صنعت ... حتى تسافر بى اقصى خراسان ) .
قال القاضى ابو الحسن على بن عبد العزيز أما الخضر فالناس فى امره فريقان منكر ومكذب ومقر ومصدق ومعظم أهل الشرائع والنبوات يثبت عينه وإن اختلف فى نعته وإنما ينكره خواص من متكلمى الإسلام ومتخصصى الملل فأما عوام ملتنا والسواد الأعظم من أهل الكتابيين والمجوس فهم على افتراق المذاهب بهم فى اسمه وصفته وفى زمانه ومدته مطبقون على إثبات عبد لله صالح حى على الدهر ممدود له فى الأجل جوال فى الأرض مغيب الشخص عن الأبصار وربما تجاوز جهال هذه الأمم إلى تثبيت أمور هى أبعد من العقول وأذهب فى طريق الاستحالة كاستتاره عن العيون وهو حاضر وقصورها عنه وهو شاهد وقطعه الأمكنة البعيدة فى الأزمنة اليسيرة وتصوره عند ذكر كل من ذكره ومثوله بحضرة كل من دعا باسمه وإن اختلفت بهم الأماكن وتباعدت بينهم المسافة حتى إنه ليكون فى أقصى المشرق وعند منتهى العمارة وفى منقطع الترب ومسقط الشمس من آخر المغرب فى وقت واحد وربما طوى ما بينهما فى قدر رجع البصر وزمان امتداد الطرف إلى أكاذيب شنيعة وحماقات عجيبة ورب سفيه ماجن وخليع مارد قد استغوى ضعفه قوم فأعد لهم أثرا فى صخرة أو موطىء قدم على صفحة أرض فادعى أن رجلا حسن الهيئة والشارة جميل الرواء والسحنة عطر الثوب والبزة قد ظهر فى موضع كذا أو على جبل كذا ثم أراهم ذلك الأثر فلم يشك القوم أن الخضر ظهر له وأن نعمة من الله أهديت إليه وكرامه من كراماته أفيضت عليه فاتخذوا ذلك الماجن إماما وتلك البقعة مشهدا ومثابا .
وأكثر الرواة والعلماء على أنه صاحب موسى الذى قال له موسى ( هل