حاله قضوا بأنه مدخول القلب فاسد النية ولذلك قال الله تعالى ( الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار ) والدليل على أن ذلك قد كان من شأنهم معلوما قوله تعالى ( قد جاءكم رسل من قبلى بالبينات وبالذى قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين ) قال الجاحظ ثم إن الله تعالى ستر على عباده وجعل بيان ذلك فى الآخرة وكان ذلك التدبير مصلحة فى ذلك الأمر ووفق طبائعهم وعللهم وقد كان القوم من المعاندةومن الغباوة على مقدار لم يكن لينجع فيهم ويكمل لمصلحتهم إلا ما كانوا فيه .
943 - ( نار الحرتين ) هى التى ذكرها الشاعر فى قوله .
( ونار الحرتين لها زفير ... يصم لهوله الرجل السميع ) .
وهى نار خالد بن سنان أحد بنى مخزوم من بنى عبس ولم يكن من ولد إسماعيل عليه السلام نبى قبله وهو الذى أطفأ الله به نار الحرتين وكانت ببلاد عبس إذا كان الليل فهى نار تسطع فى السماء وكانت طي تنفش بها إبلهم من مسيرة ثلاث ليال وربما تأتى على كل شىء فتحرقه وإذا كان النهار فإنما هى دخان يفور فبعث الله خالد بن سنان فحفر لها بئرا ثم أدخلها فيها والناس ينظرون ثم افتحم فيها حتى غيبها فلما حضرته الوفاة قال لقومه إذا أنامت ودفنتمونى فاحضروا بعد ثلاث فإنكم ترون عيرا أبتر يطوف بقبرى فإذا رأيتم ذلك فانبشونى فإنى مخيركم بما هو كائن إلى يوم القيامة فاجتمعوا لذلك فى اليوم الثالث من موته فلما رأوا العير وذهبوا لينبشوا اختلفوا وصاروا فريقين وابنه عبد الله فى الفرقة التى ابت نبشه وهو