وقد خرج المثل فى هرمى مصر فى الثبات والقدم والحصانة وذكرهما أعرابى مع جبلى طىء فقال وهو يهجو امرأته بالقبح والبرودة والثقل .
( ألام على بغضى لما بين حية ... وضبع وتمساح أتاك من البحر ) .
( تحاكى نعيما زال من قبح وجهها ... وصفحتها لما بدت سطوة الدهر ) .
( هى الضربان فى المفاصل دائبا ... وشعبة برسام ضممت إلى صدرى ) .
( إذا سفرت كانت لعينك محنة ... وإن برقت فالفقر فى غاية الفقر ) .
( حديث كقلع الضرس أو نتف شارب ... وغنج كهشم الأنف عيل به صبرى ) .
( وتفتر عن ثلج عدمت حديثها ... وعن جبلى طى وعن هرمى مصر ) .
859 - ( منارة الإسكندرية ) إحدى عجائب الدنيا وأصلها مبنى على زجاج والزجاج منصوب فى ظهر سرطان من نحاس فى بطن أرض البحر وبين المنارة إلى يابس الأرض قناطر من زجاج وفى المنارة ثلاثمائة وخمسة وستون بيتا وكان فى أعلاها مرآة كبيرة ينظر الناظر فيها فيبصر مراكب الروم إذا أراد ملكهم أن يجهز جيشا فيها إلى مصر فإذا دفعت تلك المراكب فى البحر ورفع الشراع أبصرها هذا الناظر فى المرآة فينذر المسلمين حتى يستعدوا ويأخذوا حذرهم فاشتد ذلك على ملك الروم فلما صار بعض الخلفاء إلى الإسكندرية وجه إليه ملك الروم جاسوسا يعلمه أن فى تلك المنارة كنوزا لذى القرنين فأمر بهدمها فلما هدمت وقلعت المرآة بطل الطلسم ولم يجدوا الكنوز فتقرر عندهم أنها حيلة لقلع المرآة وطلب الجاسوس فلم يوجد فأمر الخليفة ببناء ما هدم بالجص والآجر وهو ثلث المنارة وكان طول هذه المنارة ثلاثمائة ذراع بذراع الملكى فيكون أربعمائة وخمسين ذراعا وهى غاية ما يرفع فى الهواء من البناء