البلاد يتمثل بها فى العلو والإشراف والوثاقة بناها أزدشير من الحجارة وقدر فيها من الصخر ما تجاوز الحد فى العد وفى الصخرة منها نحو ألفى من وأرجح .
ويحكى أن أزدشير بعث بعد الفراغ من بنائها من يأتيه بخبرها فأخبره أن فيها صبيانا يتلاعبون ويتحاربون ويتضاربون فتطير من ذلك وقال اجعلوها دار الاستخراج فبقيت على ذلك إلى اليوم .
858 - ( أهرام مصر ) زعم أبو معشر المنجم البلخى أن الأوائل من الأمم السالفة قبل الطوفان لما علموا أن آفة سماوية تصيب الناس من الغرق والنيران فتأتى على كل شىء من الحيوان والنبات بنوا فى ناحية صعيد مصر أهراما كثيرة بالحجارة على رءوس الجبال والمواضع المرتفعة يتحرزون بها من الماء والنار وجعلوا هرمين منها أرفعها كل هرم منها ارتفاعه أربعمائة ذراع فى الهواء مبنى بحجارة المرمر والرخام غلظ كل حجر وطوله وعرضه ما بين عشرة أذرع إلى ثمان مهندم لا يتبين هندامه إلا الحاد البصر عليه منقور فى الحجر بالكتابة المسند يقرؤه كل من يقرأ القلم المسند فيقرأ كل سحر وكل عجب .
وقرىء على بعض الهرمين إنى بنيتهما فمن كان يدعى قوة فى ملكه فليهدمهما فإن الهدم أيسر من البناء فأراد المأمون هدمهما فإذا خراج الدنيا لا يقوم به فتركهما ويروى أن الطعام كان يجمع فيهما أيام يوسف عليه السلام