رواية أخرى إذا جاء الحين غطى العين قال تعالى ( وتفقد الطير فقال مالى لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين ) لما دخلت على الاسم الألف واللام جعلته معرفة فدل بذلك على أنه لم يكن هدهدا من عرض الهداهد بل كان هدهدا بعينه مخصوصا بما لا يختص به غيره .
وقال ولو أنكم حملتم جميع الهداهد على حكم هدهد سليمان وجميع الغربان على حكم غراب نوح وجميع الحمام على حكم حمامة السفينة وجميع الذئاب على حكم ذئب اهبان بن أوس وجميع الحمير على حكم حمار العزير لكان ذلك حكما مردودا .
وقد تعرض لخصائص الأمور أسباب فى دهر الأنبياء ونزول الوحى لا يعرض مثلها فى غير زمانهم عليهم الصلاة والسلام .
788 - ( سجود الهدهد ) يضرب مثلا لمن يكثر السجود قال ابن المعتز .
( وصلت هداهدة كالمجوس ... متى تر نيرانها تسجد ) .
وقال ابن الرومى فى ضرب المثل وهو يهجو الأخفش .
( أسجد من هدهد إذا برزت ... فيشة فحل عظيمة العكر ) .
وسمعت البديع الهمذانى يقول لما أدخلنى أبى على الصاحب وأنا صبى أقمت رسم خدمته بتقبيل الأرض مرارا فقال لى يا بنى اقعد لم تسجد كأنك هدهد