وحسبك بمن شهد الله له بالتمكين والاقتدار وناهيك بمن آتاه الله جوامع الأسباب ووطأ له أباعد الأقطار .
وقد روى فى تفسير هذه الآية أن المشركين من قريش أوفدوا وفدا إلى يهود يثرب يستمدونهم مسائل يمتحنون بها النبى واعتمدوا من المسائل على قصص الأنبياء وأخبار الملوك لعلمهم بأنه لاحظ للعقل والذكاء وحدة الفطنة وقوة الفكر وتمثيل الاعتبار والمقايسة وإنعام النظر والتأمل فى استدراك خبر تقدم زمانه بساعة بل سبق وقته بلحظة وإنما هى أمور تؤخذ رواية وسماعا وتدرك قراءة وكتابة وقد رأوه ولد بمكة فى أمة أمية وبين قبائل جاهلية فعرفوه طفلا رضيعا وناشئا ويافعا وشاهدوه غلاما ومجتمعا وكهلا ومحتنكا يدرج بين ابياتهم ويتصرف نصب ألحاظهم ويتكلم بما عرفوه من ألفاظهم وأن هذه أحوال تحجز بينه وبين التهمة وتباعده عن مواقع الظنة وتحقق عند من له من العقل بلغة وفيه من التحصيل مسكة أنه عرف ذلك على حقه وأخبر عما علمت الرواة من غيبه فإنما تلقاه عن الله وحيا أو ألقاه الملك فى ورعه نفثا وذلك علامة النبوة التى لا تجهل وأمارة الرسالة التى لا تنكر فزودتهم يهود يثرب بمسائل منها خبر رجل صار مشرقا حتى بلغ مطلع الشمس حيث تبزغ وتوجه مغربا حتى بلغ مغربها حيث تجب وتسقط هكذا ذكره الرواة وإنما المراد بها منتهى العمارة من طرفى الأرض .
وسألوه عن قصة يوسف وعن فتية أووا إلى كهف فاميتوا ثم أحيوا فأتاه الجواب من قبل الله تعالى فى كل ذلك بما أقام به علم صدقه ورد الكائد بأخيب ظنه