مالك قال ألا رجل يرد عنا فقال حسان بلى يا رسول الله وأشار إلى نفسه فقال له اهجهم وروح القدس معك فو الله إن هجاءك اشد عليهم من وقع السهام فى غلس الظلام والق أبا بكر يعلمك تلك الهنات فلما قال ذلك النبى أخرج حسان لسانه ثم ضرب بطرفه أنفه وقال والله يا رسول الله ما يسرنى به مقول من معد .
والله إنى لو وضعته على شعر لحلقه أو على صخر لفلقه قال الجاحظ فلا ينبغى ان يكون ما قال حسان إلا حقا وكيف يقول باطلا والنبى يأمره وجبريل يسدده والصديق يعلمه والله يوفقه .
وقال غيره من ظريف أمر حسان أنه كان يقول الشعر فى الجاهلية فيجيد جدا ويغبر فى وجوه الفحول ويدعى أن له شيطانا يقول الشعر على لسانه كعبارة الشعراء فى ذلك فلما أدرك الإسلام وتبدل الشيطان بالملك تراجع شعره وكاد يرك قوله هذا ليعلم أن الشيطان أصلح للشاعر وأليق به وأذهب فى طريقه من الركاكة وأنا استغفر الله من هذا القول فأنى أكرهه .
293 - ( سيف الفرزدق ) يضرب مثلا للسيف الكليل بيد الجبان وقصته أن جريرا والفرزدق وفدا على سليمان بن عبد الملك وهو خليفة وأمه ولادة بنت العباس العبسية وأخواله بنو عبس وكانوا يتعصبون على الفرزدق ويبغضونه لهجائه قيس بن عيلان ويحبون جريرا لمدحه إياهم فقرظوا جريرا عند سليمان وذموا الفرزدق وكان سليمان عازما على قتل أسرى من أعلاج الروم فجاء رجل من بنى عبس إلى الفرزدق وقال له إن أمير المؤمنين سيأمرك غدا بضرب عنق أسير من أسرى الروم وقد علمت أنك وإن كنت