وكتبت بها القرآن دفعتين تقطع كما تقطع أيدى اللصوص أتذكر وأنت تقول لى إنك فى آخر نكبه والفرج قريب قلت بلى قال فقد ترى ما حلى بى فقلت ما بقى بعد هذا شىء الآن ينبغى أن تتوقع الفرج فإنه عمل بك ما لم يعمل بنظير لك وهذا انتهاء المكروه ولا يكون بعد الانتهاء إلا الانحطاط فقال لا تغفل إن المحنة قد تشبثت بى تشبثا تنقلنى به من حال إلى حال حتى تؤذينى إلى التلف كما تشبث حمى الدق بالأعضاء فلا تفارق صاحبها حتى تؤديه ءالى الموت ثم تمثل بهذا البيت وهو لأبى يعقوب الخريمى .
( إذا ماا مات بعضك فابك بعضا ... فبعض الشى من بعض قريب ) .
فكان الأمر على ما قال فلما قدم يحكم الماهانى من بغداد نقل ابن مقلة من ذلك الموضع إلى موضع أغمض منه فلم يوقف له على خبر وحجبت عنه ثم قطع لسانه وبقى فى الحبس مدة طويلة ثم لحقه ذرب ولم يكن له من يعالجه ولا من يخدمه حتى بلغنى أنه كان يستقى الماء بيده اليسرى وفمه ولحقه شقاء شديد إلى أن مات ودفن فى دار السلطان ثم سأل أهله بعد مدة تسليمه إليهم فنبش وسلم إليهم فدفنه ابنه أبو الحسين فى داره ثم نبشته حرته المعروفة بالدينارية ودفنته فى دارها بقصر أم حبيب .
وقالوا ومن عجائبه أنه كان يراسل الراضى بالله من الحبس بعد قطع يده وقبل أن يقطع لسانه ويطمعه فى المال الذى وعد تصحيحه له ويقول إن قطع يده ليس مما يمنعه أن يستوزره لأنه يمكنه ان يوقع بحيلة يحتال بها أو يعمل