283 - ( خط ابن مقلة ) يضرب مثلا فى الحسن لأنه أحسن خطوط الدنيا وما رأى الراءون بل ما روى الراوون مثله فى ارتفاعه عن الوصف وجريه مجرى السحر .
وقال الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عباد .
( خط الوزير ابن مقله ... بستان قلب ومقله ) .
وقال مؤلف الكتاب .
( خط ابن مقلة من أرعاه مقلته ... ودت جوارحه لو حولت مقلا ) .
( فالدر يصفر لاستحسانه حسدا ... والبدر يحمر من أنواره خجلا ) .
وقال أيضا .
( سقى الله عيشا مضى وانقضى ... بلا رجعة أرتجيها ونقله ) .
( كوجه الحبيب وقلب الأديب ... وشعر الوليد بخط ابن مقله ) .
وكان ابن مقلة وهو أبو على محمد بن على بن الحسين بن مقلة كتب كتاب هدنة بين المسلمين والروم بخطه فهو إلى اليوم عند الروم في كنيسة قسطنطينية يبرزونه فى الأعياد ويعلقونه فى أخص بيوت العبادات ويعجبون من فرط حسنه وكونه غاية فى فنه .
ومن خبر ابن مقلة هذا أنه استوزر لثلاثة من الخلفاء المقتدر والقاهر والراضى وتنقلت به أحوال ومحن أدت إلى قطع يده ومن نكد الدهر أن مثل تلك اليد النفيسة تقطع .
قال ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة أمرنى الراضى بالله بالدخول إلى ابن مقلة آخر اليوم الذى قطعت فيه يده فدخلت إليه فعالجته وسألنى عن خبر ابنه أبى الحسين فعرفته خبر سلامته فسكن إلى ذلك غاية السكون ثم ناح على نفسه وبكى على يده وقال يد خدمت بها الخلافة ثلاث دفعات