( وذنبى ظاهر لا شك فيه ... لمبصرة وعذرى بالمغيب ) .
ولما زال أمر مروان أتى المنصور بخواص مروان وفيهم عبد الحميد والبعلبكى المؤذن وسلام الحادى فهم بقتلهم جميعا فقال سلام استبقنى يا أمير المؤمنين فإنى أحسن الحداء قال وما بلغ من حدائك قال تعمد إلى إبل فتظمئها ثلاثة ايام ثم توردها الماء فإذا بدأت تشرب رفعت صوتى بالحداء فترفع رءوسها وتدع الشرب ثم لا تشرب حتى أسكت فأمر المنصور بإبل ففعل بها ذلك فكان الأمر كما قال فاستبقاه وأجازه وأجرى عليه وقال له البعلبكى استبقنى يا أمير المؤمنين فإنى مؤذن منقطع القرين قال وما بلغ من أذانك قال تأمر جارية فتقدم إليك طستا وتأخذ بيدها إبريقا وتصب الماء على يدك فأبتدى بالأذان فتدهش ويذهب عقلها إذا سمعت أذانى حتى تلقى الإبريق من يدها وهى لا تعلم فأمر المنصور جارية ففعلت ذلك وأخذ البعلبكى فى الأذان فكانت حالها كما وصف وقال عبد الحميد يا أمير المؤمنين استبقنى فإنى فرد الزمان فى الكتابة والبلاغة فقال ما أعرفنى بك أنت الذى فعلت بنا الأفاعيل وعملت لنا الدواهى وأمر به فقطعت يداه ورجلاه وضربت عنقه .
ويروى أنه سلمه إلى عبد الجبار فكان يحمى له طستا ويضعه على بطنه حتى قتله .
274 - ( يتيمة ابن المقفع ) يضرب بها المثل لبلاغتها وبراعة تشبيهها وهى رسالة فى نهاية الحسن تشتمل على محاسن من الآداب فمنها هذا الفصل الذى فى ذكر السلطان مثل قليل مضار السلطان فى جنب