وأطوار متباينون فمنهم علق مضنة لا يباع ومنهم غل ظنة لا يبتاع .
ويروى أنه مر بإبراهيم بن جبلة وهو يكتب خطا رديئا فقال أتحب أن يجود خطك قال نعم قال أطل جلفة قلمك واسمنها وحرف قطتك وأيمنها قال ففعلت ذلك فجاد خطى .
وساير عبد الحميد يوما مروان على دابة قد طالت مدتها فى ملكه فقال له مروان قد طالت صحبة هذه الدابة لك فقال يا أمير المؤمنين من بركة الدابة طول صحبتها وقلة علتها قال فكيف سيرها قال همها أمامها وسوطها عنانها وما ضربت قط إلا ظلما .
وقد حكى أن عبد الله بن طاهر خاطب المأمون فى دابة رآها تحته بهذا الخطاب بعينه وقد يجوز أن يكون حكى كلام عبد الحميد .
ويحكى أن عاملا لمروان أهدى إليه غلاما أسود فقال لعبد الحميد اكتب إليه وذم فعله فى هديته وأوجز فكتب إليه لو وجدت لونا شرا من السواد وعددا أقل من الوحد لأهديته .
وكتب إلى أهله وأقاربه عند هزيمة مروان كتابا قال فى فصل منه وهو يشكو الدنيا باعدتنا عن الأوطان وفرقت بيننا وبين الإخوان .
ولما أيس مروان من ملكه قال لعبد الحميد إن الأمر زائل عنا وهؤلاء القوم يعنى بنى العباس يضطرون إليك فسر إليهم فإنى أرجو أن تتمكن منهم فتنفعنى فى محنتى وفى كثير من أمورى فقال وكيف لى والناس جميعا يعلمون أن هذا عن رأيك وكلهم يقول إنى غدرت بك وصرت إلى عدوك ثم أنشد