ذراع وهو متخذ من الآجر الكبار والجص وثخن الأزج خمس آجرات وطول الشرفة خمسة عشر ذراعا .
ولما بنى المنصور مدينة السلام أحب أن ينقض إيوان كسرى ويبنى بنقضه الأبنية فاستشار خالد بن برمك فى ذلك فنهاه عن نقضه وقال يا أمير المؤمنين إنه آية الإسلام وإذا رآه الناس علموا أن من هذا بناؤه لا يزيل أمره إلا نبى وهو مع هذا مصلى على بن أبى طالب رضوان الله عليه والمؤنة فى هدمه ونقضه أكثر من الارتفاق به فقال المنصور يا خالد أبيت إلا ميلا إلى العجم ثم أمر بهدمه فهدمت منه ثلمة فلبغت النفقة عليها مالا كثيرا فأمر بالإضراب عن هدمه وقال يا خالد قد صرنا إلى رايك فيه فقال أنا الآن أشير بهدمه قال وكيف قال لئلا يتحدث الناس بأنك عجزت عن هدمه فلم يقبل قوله وتركه على حاله فكان المأمون يقول قد حبب إلى هذا الخبر ألا أبنى إلا بناء جليلا يصعب هدمه .
قال الجاحظ قال قاسم التمار رأيت إيوان كسرى كأنما رفعت عنه الأيدي أول أمس .
قال المبرد تذاكر حذيفة بن اليمان وسلمان أمر الدنيا فقال سلمان ومن أعجب ما تذاكرنا صعود غنيمات الغامدى سرير كسرى وكان أعرابى من غامد يرعى شويهات له فإذا كان الليل صيرها إلى عرصة إيوان كسرى وفى العرصة سرير رخام فتصعد غنيماته إلى ذلك السرير وكان كسرى كثيرا ما يجلس على ذلك السرير