فقال للجارية فى أى موضع تريدين أن أضع السهم من هذه الظباء فقالت أريد أن تشبه ذكرانها بالإناث وإناثها بالذكران فرمى ظبيا ذكرا بنشابه ذات شعبتين فاقتلع قرنيه ورمى ظبية بنشابتين أثبتهما فى موضع القرنين ثم سألته أن يجمع ظلف الظبى وأذنه بنشابة واحدة فرمى أصل أذن الظبى بقطعة سهم فلما أهوى بيده إلى أذنه ليحتك رماه بنشابة فوصل أذنه بظلفة ثم أهوى إلى الجارية مع هواه لها فرمى بها إلى الأرض وأوطأها الجمل وقال لشد ما شططت على وأردت إظهار عجزى فلم تلبث أن ماتت .
257 - ( إيوان كسرى ) يضرب به المثل للبنيان الرفيع العجيب الصنعة المتناهى الحصانة والوثاقة لأنه من عجائب أبنية الدنيا ومن أحسن آثار الملوك وهو بالمدائن من بغداد على مرحلة بناه كسرى أبرويز فى نيف وعشرين سنة وتأنق فى تأسيسه وتشييده وتحسينه فلما ارتفع كان من خصائصه الثمان عشرة التى لم يعطها ملك قبله .
ويقال بل بناه أنو شروان وهو الذى بنى الباب والإيوان أيضا .
وأنشدنى أبو نصر المرزبانى لنفسه يذكر ذلك .
( قلت لما رايته فى قصور ... مشرفات الجدران والبنيان ) .
( هبك كسرى كسرى الملوك أنو شروان ... بانى الأبواب والإيوان ) .
( أى شكر ترجوه منى إذا لم ... تقض لى حاجتى وترفع شانى ) .
وذكر ابن قتيبة فى كتاب المعارف أن بانية سابور ذو الأكتاف .
ومن وصفه أن طوله مائة ذراع فى عرض خمسين ذراعا فى سمك مائة