والجحاف بن حكيم ومن خبر فتكه البراض أنه كان وهو في حيه عيارا فاتكا يجنى الجنايات على أهله فخلعه قومه وتبرءوا من صنعه ففارقهم وقدم مكة مخالف حرب بن أمية ثم نبا به المقام بمكة أيضا ففارق الحجاز إلى العراق وقدم على النعمان بن المندر فقام ببابه وكان النعمان بن المنذر يبعث كل عام إلى عكاظ بلطيمة لتباع له هناك فقال وعنده البراض والرحال وهو عروة بن عتبة من يجيز لى لطيمتى حتى يقدمها عكاظ فقال البراض أبيت اللعن أنا مجيزها على كنانة فقال النعمان ما أريد إلا رجلا يجيزها على الحيين قيس وكنانة فقال عروة الرحال أبيت اللعن أهذا العيار الخليع يكمل أن يجيز لطيمة الملك أنا والله أجيزها على أهل الشيخ والقيصوم من نجد وتهامة فقال خذها فأنت لها فرحل عروة بها وتبع البراض أثره حتى إذا صار بين ظهرانى قومه وثب إليه البراض بسيفه فضربه ضربة خر منها واستاق العير فصارت فتكة البراض مثلا قال أبو تمام .
( والفتى من تعرقته الليالى ... والفيافى كالحية النضناض ) .
( كل يوم له بصرف الليالى ... فتكة مثل فتكة البراض ) .
وكان يقال فتكات الجاهلية ثلاث وفتكات الإسلام اثنتان فأما فتكات الجاهلية ففتكه البراض بعروة وفتكة الحارث بن ظالم بخالد بن جعفر بن كلاب فتك به وهو فى جوار الأسود بن المنذر الملك فقتله وطلبه