صبيانها فلما جاءت الصبية قام حاتم إلى فرسه فذبحه ثم قدح نارا وأججها ودفع إليها شفرة وقال لها اشوى وكلى ثم قال لى أيقظى صبييك فأيقظتهما ثم قال والله إن هذا للؤم أن تأكلوا وأهل الحى جياع فجعل يأتى بيتا بيتا ويقول انهضوا عليكم بالنار فاجتمعوا حول الفرس وتقنع هو بكسائه وجلس ناحية فما أصبحوا ومن الفرس على الأرض قليل ولا كثير إلا حوافره وإنه لأشد جوعا منهم وما ذاقه .
139 - ( كليب وائل ) كان سيد ربيعة فى زمانه قاد نزارا كلها والعرب تضرب به المثل فى العز والقوة والظلم وكان لا يظلم إلا القوى وبلغ من عزة وظلمه أنه كان يحمى الكلأ فلا يقرب أحد حماه ويجير الصيد فلا يهاج وكان الناس إذا وردوا الماء لم يسبق أحد منهم إلا بأمره وإن أصابهم مطر وقد ظمئوا لا يخوض إنسان حوضا إلا على ما فضل عنه وكان إذا أتى الماء وقد سبق إليه أحد ألقى عليه الكلاب فتنهشه وكان يعمد إلى الروضة تعجبه فيأمر بأن يؤخذ كلب وتشد قوائمه فيلقى فى وسطها فحيث بلغ عواؤه كان حمى لا يرعى وكان لا يمر بين يديه أحد إذا جلس ولا يحتبى فى مجلسه غيره ولا يرفع الصوت عنده ولما قتله من يمر ذكره فى مكانه من هذا الكتاب رثاه مهلهل بقوله .
( نبئت أن النار بعدك أوقدت ... واستب بعدك يا كليب المجلس )