الباب الأول في مباني الإسلام وفيه خمسة فصول .
الفصل الأول في الأخلاص لله تعالى والثناء عليه .
وهو أن تعلم أن الله تعالى واحد لا شريك له فرد لا مثل له صمد لا ند له أزلي قائم أبدي دائم لا أول لوجوده ولا آخر لأبديته قيوم لا يفنيه الأبد ولا يغيره الأمد بل هو الأول والآخر والظاهر والباطن منزه عن الجسمية ليس كمثله شيء وهو فوق كل شيء فوقيته لا تزيده بعدا عن عباده وهو أقرب إلى العبيد من حبل الوريد وهو على كل شيء شهيد وهو معكم أينما كنتم لا يشابه قربه قرب الأجسام كما لا يشابه ذاته ذوات الأجرام منزه عن أن يحده زمان مقدس عن أن يحيط به مكان تراه أبصار الأبرار في دار القرار على ما دلت عليه الآيات والأخبار حي قادر جبار قاهر لا يعتريه عجز ولا قصور ولا تأخذه سنة ولا نوم له الملكوت والعزة والجبروت خلق الخلق وأعمالهم وقدر أرزاقهم وآجالهم لا تحصى مقدوراته ولا تتناهى معلوماته عالم بجميع المعلومات لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السموات يعلم السر وأخفى ويطلع على هواجس الضمائر وخفيات السرائر مريد للكائنات مدبر للحادثات لا يجري في ملكه قليل ولا كثير ولا جليل ولا حقير خير أو شر نفع أو ضر إلا بقضائه وقدره وحكمه ومشيئته فما شاء كان وما لم