يشأ لم يكن فهو المبدىء المعيد الفاعل لما يريد لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ولا مهرب لعبد عن معصيته إلا بتوفيقه ورحمته ولا قوة له على طاعته إلا بمحبته وإرادته لو اجتمع الإنس والجن والملائكة والشياطين على أن يحركوا في العالم ذرة أو يسكنوها دون إرادته لعجزوا سميع بصير متكلم بكلام لا يشبه كلام خلقه وكل ما سواه سبحانه وتعالى فهو حادث أوجده بقدرته وما من حركة وسكون إلا وله في ذلك حكمة دالة على وحدانيته قال الله تعالى ( إن في خلق السموات والأرض ) الآية وقال أبو العتاهية .
( فيا عجبا كيف يعصى الإله ... أم كيف يجحده الجاحد ) .
( وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه الواحد ) .
( ولله في كل تحريكة ... وتسكينة في الورى شاهد ) .
وقال غيره .
( كل ما ترتقي إليه بوهم ... من جلال وقدرة وسناء ) .
( فالذي أبدع البرية أعلى ... منه سبحان مبدع الأشياء ) .
وقال علي Bه في بعض وصاياه لولده إعلم يا بنى أنه لو كان لربك شريك لأتتك رسله ولرأيت آثار ملكه وسلطانه ولعرفت أفعاله وصفاته ولكنه إله واحد لا يضاده في ملكه أحد وعنه E كل ما يتصور في الأذهان فالله سبحانه بخلافه .
وقال لبيد بن ربيعة .
( ألا كل ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل ) .
( وكل ابن أنثى لو تطاول عمره ... إلى الغاية القصوى فللقبر آيل ) .
( وكل أناس سوف تدخل بينهم ... دويهية تصفر منها الأنامل ) .
( وكل امرىء يوما سيعرف سعيه ... إذا حصلت عند الإله الحصائل )