من القصر فأمسكها فبكت وقالت له يا سيدي الموت دون ذلك فقال أبو نواس هذا جزع الابكار فاتفق أنه خرج يوما من القصر وقد ترقرق الدجا فوجدها نائمة في سدلة وهي سكرى لا تفيق فتقرب منها وحل سراويلها ووقع عليها فإذا هي خالية من البكارة فارتاع وظن أن يكون أتاها دم فلم يجد فقام عنها وندم على ما كان منه وأنشد يقوله .
( وناهدة الثديين من خدم القصر ... مرقوقة الخدين ليلية الشعر ) .
( كلفت بها دهرا على حسن وجهها ... طويلا وما حب الكواعب من أمري ) .
( فما زلت بالأشعار حتى خدعتها ... وروضتها والشعر من خدع السحر ) .
( أطالبها شيئا فقالت بعبرة ... أموت ولا هذا ودمعتها تجري ) .
( فلما تعارضنا توسطت لجة ... غرقت بها يا قوم في لجج البحر ) .
( فصحت أغثني يا غلام فجاءني ... وقد زلقت رجلي وصرت إلى الصدر ) .
( ولولا صياحي بالغلام وإنه ... تداركني بالحبل صرت إلى القعر ) .
( فأقسمت عمري لا ركبت سفينة ... ولا سرت طول الدهر إلا على ظهر ) ومن ذلك ما حدث الشيباني قال كان عند رجل بالعراق قينة وكان أبو نواس يختلف إليها وكانت تظهر له أنها لا تحب غيره وكان كلما دخل إليها وجد عندها شابا يجالسها ويحادثها فقال فيها هذه الأبيات .
( ومظهرة لخلق الله ودا ... وتلقي بالتحية والسلام ) .
( أتيت لبابها أشكو إليها ... فلم أخلص إليه من الزحام ) .
( فيا من ليس يكفيها خليل ... ولا ألفا خليل كل عام ) .
( أراك بقية من قوم موسى ... فهم لا يصبرون على طعام ) وقال أبو سويد حدثني أبو زيد الأسدي قال دخلت على سليمان ابن عبد الملك وهو جالس في إيوان مبلط بالرخام الأحمر مفروش بالديباج الأخضر في وسط بستان ملتف قد أثمر وأينع وعلى رأسه وصائف كل