أعيذك بالرحمن من كل حاسد ... فلا زالت الحساد تغبى وتصغر ) .
( لساني قصير في مديحك سيدي ... لأني فقير والفقير مقصر ) .
الفصل الثاني من هذا الباب .
في شكر النعمة .
أما الشكر الواجب على جميع الخلائق فشكر القلب وهو ان يعلم العبد أن النعمة من الله D وأن لا نعمة على الخلق من أهل السموات والارض إلا وبدايتها من الله تعالى حتى يكون الشكر لله عن نفسك وعن غيرك والدليل على ان الشكر محله القلب وهو المعرفة قوله تعالى ( وما بكم من نعمة فمن الله ) أيقنوا أنها من الله وقيل الشكر معرفة العجز عن الشكر وقد روى أن داود عليه السلام قال إلهي كيف أشكرك وشكري لك نعمة من عندك فأوحى الله تعالى إليه الآن قد شكرتني وفي هذا يقال الشكر على الشكر أتم الشكر ولمحمود الوراق .
( إذا كان شكري نعمة الله نعمة ... علي له في مثلها يجب الشكر ) .
( فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله ... وإن طالت الايام واتصل العمر ) .
( إذا مس بالسراء عم سرورها ... وإن مس بالضراء أعقبها الاجر ) .
( فما منهما إلا له فيه نعمة ... تضيق بها الأوهام والسر والجهر ) .
وفي مناجاة موسى عليه السلام إلهي خلقت آدم بيدك وفعلت وفعلت فكيف شكرك فقال إعلم إن ذلك مني فكانت معرفته بذلك شكره لي وأما شكر اللسان فقد قال الله تعالى ( وأما بنعمة ربك فحدث ) ويروى عن النعمان بن بشير Bه أنه قال قال رسول الله من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير