لست بصاحبها فقال الأوسط ألوكها يا أبت وألحسها حتى لا يدرى أحد لعام هي أم لعامين قال لست بصاحبها فقال الأصغر يا أبت أمصها ثم أدقها وأسفها سفا قال أنت صاحبها وهي لك زادك الله معرفة وحزما ووقف اعرابي علي باب أبي الأسود وهو يتغدى فسلم فرد عليه ثم أقبل على الأكل ولم يعزم عليه فقال له الاعرابي أما اني قد مررت بأهلك قال كذلك كان طريقك قال وأمرتك حبلى قال كذلك كان عهدي بها قال قد ولدت قال كان لابد لها أن تلد قال ولدت غلامين قال كذلك كانت أمها قال مات أحدهما قال ما كانت على ارضاع اثنين قال ثم مات الآخر قال ما كان ليبقى بعد موت أخيه وقال ماتت الأم قال حزنا على ولديها قال ما أطيب طعامك قال لأجل ذلك اكلته وحدي ووالله لاذقنه يا اعرابي وقيل خرج أعرابي قد ولاه الحجاج بعض النواحي فأقام بها مدة طويلة فلما كان في بعض الأيام ورد عليه اعرابي من حيه فقدم إليه الطعام وكان إذ ذاك جائعا فسأله عن أهله وقال ما حال ابنى عمير قال على ما تحب قد ملأ الأرض والحي رجالا ونساء قال فما فعلت أم عمير قال صالحة أيضا قال فما حال الدار قال عامرة باهلها قال وكلبنا ايقاع قال قد ملأ الحي نبحا قال فما حال جملي زريق قال على ما يسرك قال فالتفت إلى خادمة وقال ارفع الطعام فرفعه ولم يشبع الاعرابي ثم أقبل عليه يسأله وقال يا مبارك الناصية أعد علي ما ذكرت قال سل عما بدا لك قال فما حال كلبي ايقاع قال مات قال وما الذي أماته قال اختنق بعظمه من عظام جملك زريق فمات قال أومات جملي زريق قال نعم قال وما الذي أماته قال كثرة نقل الماء إلى قبر أم عمير قال او ماتت أم عمير قال نعم قال وما الذي أماتها قال كثرة بكائها على عمير قال أو مات عمير قال نعم قال وما الذي أماته قال سقطت عليه الدار قال أو سقطت الدار قال نعم قال فقام له بالعصا ضاربا فولى من بين يديه هاربا .
وحكى بعضهم قال كنت في سفر فضللت عن الطريق فرأيت