إلا يوم واحد في الجمعة يجتمع إليه الناس فيه فاذهب حتى يأتي ذلك فانصرف الرجل إلى مسجد داثر وأقام يعبد الله تعالى فيه وأنكر على الملك لا حتجابه عن الناس فلما كان ذلك اليوم الذي يجلس فيه الملك جاء إلى القصر فوجد خلقا كثيرا عند الباب ينتظرون الإذن فوقف مع جملة الناس فلما خرج الوزير أذن للناس في الدخول فدخل أرباب الحوائج ودخل صاحب السحابة معهم وإذا بالملك جالس وبين يديه أرباب دولته على قدر مراتبهم فجعل رأس النوبة يقدم الناس واحدا بعد واحد حتى وصلت النوبة لصاحب السحابة فلما نظر إليه الملك قال مرحبا بصاحب السحابة اجلس حتى أفرغ من حوائج الناس وانظر في أمرك قال فتحير صاحب السحابة في أمره فلما فرغ الملك من حوائج الناس قام من مجلسه فأخذ بيد صاحب السحابة وأدخله معه إلى قصره ثم مشى به في دهليز القصر فلم يجد في طريقه إلا مملوكا واحدا فسار به حتى انتهى إلى باب من جريد وإذا به بناء مهدوم وحيطان مائلة وبيت خرب فيه برش وليس هناك ما يساوى عشرة دراهم إلا سحابة خلقه وقدح للضوء وحصيرة رثه وشيء من الخوص فانخلع الملك من ثياب الملك ولبس مرقعة من صوف وجعل على رأسه قلنسوة من شعر ثم جلس وأجلس صاحب السحابة ونادى يا فلانة قالت لبيك قال أتدرين من هو الليلة ضيفا قالت نعم صاحب السحابة فدعا بها لحاجة فخرجت فإذا هي امرأة كالشن البالي عليها مسح من شعر خشن وهي شابة صغيرة قال الرجل فالتفت الى الملك وقال يا أخي نطلعك على حالنا او نقضي حاجتك وتنصرف فقلت والله لقد شغلني حالكما عما جئت بسببه فقال الملك الله يعلم أنه كان لي في هذا الأمر آباء كرام صالحون يتوارثون المملكة كابرا عن كابر فلما توفوا إلى رحمة الله تعالى