شعر .
( يا نسيما هب من وادي قبا ... خبريني كيف حال الغربا ) .
( كم سألت الدهر أن يجمعنا ... مثل ما كنا عليه فأبي ) .
وحكى أن رجلا كان يعرف بدينار العيار وكان له والدة صالحة تعظه وهو لا يتعظ فمر في بعض الأيام بمقبرة فأخذ منها عظما فتفتت في يده ففكر في نفسه وقال ويحك يا دينار كأني بك وقد صار عظمك هكذا رفاتا والجسم ترابا فندم على تفريطه وعزم على التوبة ورفع رأسه إلى السماء وقال إلهي وسيدي ألقيت إليك مقاليد أمرى فاقلبني وارحمني ثم أقبل نحو أمه متغير اللون منكسر القلب فقال يا أماه ما يصنع بالعبد الآبق إذا أخذه سيده قالت يخشن ملبسه ومطعمه ويغل يديه وقدميه فقال أريد جبة من صوف وأقراصا من شعير وغلين وافعلي بي كما يفعل بالعبد الآبق لعل مولاى يرى ذلي فيرحمنى ففعلت به ما أراد فكان إذا جن عليه الليل أخذ في البكاء والعويل ويقول لنفسه ويحك يا دينار ألك قوة على النار كيف تعرضت لغضب الجبار ولا يزال كذلك إلى الصباح فقالت له أمه يا بني أرفق بنفسك فقال دعيني أتعب قليلا لعلي أستريح طويلا يا أماه إن لي غدا موقفا طويلا بين يدي رب جليل ولا أدري أيؤمر بي الى ظل ظليل أو إلى شر مقيل قالت يا بني خذ لنفسك راحة قال لست للراحة أطلب كأنك يا أماه غدا بالخلائق يساقون إلى الجنة وانا أساق الى النار مع أهلها فتركته وما هو عليه فأخذ في البكاء والعبادة وقرأءة القرآن فقرأ في بعض الليالي ( فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) ففكر فيها وجعل يبكي حتى غشي عليه فجاءت أمه إليه فنادته فلم يجبها فقالت له يا حبيبي وقرة عيني اين الملتقي فقال بصوت ضعيف يا أماه إن لم تجديني في عرصات القيامة فاسألي مالكا خازن النار عني ثم شهق فمات C تعالى فغسلته أمه وجهزته