بها ما شئت وأخذ الركوة والعصا ولبس الركعة وسار وتركني أتحرق وأبكي لما حرمت من ذلك وأقمت يومي ذلك أبكي الى الليل ثم نمت فرأيت رب العزة جل جلاله في النوم فقال يا عبدي أثقل عليك إن مننت على عبد عاص بالرجوع إلي إنما ذلك فضلي أويته من أشاء من عبادى وأنا ذو الفضل العظيم .
وحكى أبو أسحاق الصعلوكي قال خرجت سنة الى الحج فبينما أنا في البادية تائه وقد جن الليل وكانت ليلة مقمرة إذ سمعت صوت شخص ضعيف يقول يا أبا إسحق قد أنتظرتك من الغداة فدنوت منه فإذا هو شاب نحيف الجسم قد أشرف على الموت وحوله رياحين كثيرة منها ما أعرف ومنها مالا أعرف فقلت له من أنت ومن أين أنت قال من مدينة شمشاط كنت في عزة ورفعة فطالبتني نفسي بالغربة والعزلة فخرجت وقد أشرفت الآن على الموت فدعوت الله تعالى أن يقيض لي وليا من أوليائه وأرجو أن تكون أنت هو فقلت ألك حاجة قال نعم لي والدة واخوة وأخوات فقلت هل أشتقت إليهم قط قال لا إلا اليوم اشتقت أن أشم ريحهم فهممت أريدهم فاحتوشتني السباع والهوام وبكين معي وحملوا إلى هذه الريا حين التى تراها قال أبو إسحاق فبينما أنا معه يرق له قلبي وإذا بحية عظيمة في فمها باقة نرجس كبيرة فقالت دع ولي الله تعالى فإن الله يغار على أوليائه قال فغشي عليه وغشي علي فما أفقت إلا وهو قد خرجت روحه C قال فدخلت مدينة شمشاط بعدما حججت فاستقبلني امرأة بيدها ركوة ما رأيت أشبه بالشاب منها فلما رأتني نادت يا أبا إسحاق ما شأن الشاب الغريب الذي مات غريبا فاني منتظرتك منذ كذا فذكرت لها القصة الى أن قلت لها أشم ريحهم فصاحت أواه قد بلغ والله الشم ثم شهقت خرجت روحها فخرج إليها بنات أتراب عليهم مرقعات ومروط فكفلت أمرها وتولين دفنها وهن مستترات رضوان الله على الجميع