هذا الماء إن كان ماء نصراني فهو ماء راهب قد فتت الخوف كبده وإن كان ماء مسلم فماء بشر الحافي لأن ما في زمانه أخوف منه قالوا هو ماء بشر فقال أنا أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فلما رجعوا الى بشر قال لهم أسلم الطبيب قالوا له ومن أعلمك بهذا قال لما خرجتم من عندي نوديت يا بشر ببركة مائك أسلم الطبيب توفي سنة سبع وعشرين ومائتين .
سيدي أبو زيد طيغور بن عيسى البسطامي من أجل المشايخ كبير الشأن ومن كلامه ما زلت أسوق الى الله تعالى نفسي وهي تبكي الى ان سقتها وهي تضحك وسئل بأي شيء وجدت هذه المعرفة فقال ببطن جائع وبدن عار وقيل له ما أشد ما لقيت في سبيل الله تعالى فقال لا يمكن وصفه فقيل له ما أهون ما لقيته نفسك منك فقال أما هذا فنعم دعوتها الىلا شيء من الطاعات فلم تجبني فمنعتها من الماء سنة وقال الناس كلهم يهربون من الحساب ويتجافون عنه وأنا أسأل الله تعالى أن يحاسبني فقيل له لم فقال لعله يقول فيما بين ذلك يا عبدي فأقول لبيك فقوله لي عبدي أحب الي من الدنيا وما فيها ثم بعد ذلك يفعل بي ما يشاء وقال له رجل دلني على عمل أتقرب به الى ربي فقال أحب أولياء الله ليحبوك فان الله تعالى ينظر الى قلوب اوليائه فلعله ينظر الى اسمك في قلب ولي فيغفر لك وسئل عن المحبة فقال استقلال الكثير من نفسك واستكثار القليل من حبيبك توفي سنة احدى وستين ومائتين C تعالى .
شيخ الطائفة سيدي أبو القاسم الجنيد بن محمد القواريري شيخ وقته وفريد عصره أصله من نهاوند ومولده ومنشؤه ببغداد صحب جماعة من المشايخ وصحب خاله السرى والحرث المحاسبي ودرس الفقه على أبي ثور وكان يفتي في مجلسه بحضرته وهو ابن عشرين سنة ومن كلامه Bه علامة اعراض الله تعالى عن العبد ان يشغله بما لا يعنيه وقال الادب أدبان أدب السر وأدب العلانية فأدب السر طهارة القلوب وأدب العلانية حفظ الجوارح من الذنوب