ومنهم سيدي أبو عبد الله النباجي سعيد بن بريد كان من أقران ذي النون المصري ومن أقران أستاذي أحمد بن أبي الحوارى له كلام حسن في المعرفة وغيرها روى عنه أنه قال أصابني ضيق وشدة فبت وأنا مفكر في المسير إلى بعض أخواني فسمعت قائلا يقول لي في النوم أيجمل بالحر المريد إذا وجد عند الله ما يريد أن يميل بقلبه إلى العبيد فانتبهت وأنا من أغني الناس .
ومنهم سيدي بشر بن الحرث قدس الله روحه يكني أبا نصر أحد رجال الطريقة أصله من مرو وسكن بغداد وكان من كبار الصالحين وأعيان الأتقياء المتورعين صحب الفضيل بن عياض وروى عن سري السقطي وغيره ومن كلامه لا تكون كاملا حتى يأمنك عدوك وكيف يكون فيك خير وأنت لا يأمنك صديقك وقال اول عقوبة يعاقبها ابن آدم في الدنيا مفارقة الأحباب وقال غنيمة المؤمن غفلة الناس عنه وخفاء مكانه عنهم وقال التكبر على المتكبر من التواضع وسئل عن الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه الى الناس وقيل انه لقي رجلا سكران فجعل الرجل يقبل يد بشر ويقول يا سيدي يا أبا نصر وبشر لا يدفعه عن نفسه فلما ولي الرجل تغرغرت عينا بشر وجعل يقول رجل أحب رجلا على خير توهمه لعل المحب قد نجا والمحبوب لا يدري ما حاله وروى أن امرأة جاءت إلى أحمد بن حنبل تسأله فقالت إني امرأة أغزل بالليل والنهار وأبيعه ولا أبين غزل الليل من غزل النهار فهل على ذلك شيء فقال يجب أن تبيني فلما انصرفت قال احمد لابنه اذهب فانظر اين تدخل فرجع فقال دخلت دار بشر فقال قد عجبت أن تكون هذه السائلة من غير بيت بشر ولما مرض مرضه الذي مات فيه قال له أهله نرفع ماءك إلى الطبيب قال أنا بعين الطبيب يفعل بي ما يريد فألحوا عليه فقال لأخته ادفعى إليهم الماء فدفعته إليهم في قارورة وكان بالقرب منهم طبيب نصراني فدفعوا أليه القارورة فقال حركوا الماء فحركوه فقال ضعوه فوضعوه فقالوا له ما بهذا وصفت لنا قال وبماذا وصفت لكم قالوا وصفت بأنك أحذق أهل زمانك في الطب قال هو كما وصفت لكم