لا يسمع الله مني أنينا فأكون عنده جزوعا وأما وصف ما بي إلى الطبيب فوالله لا يحكم غير الله في نفسي إن شاء أمسكها وإن شاء قبضها .
ومن كبر النفس ما روي عن قيس بن زهير أنه أصابته الفاقة واحتاج فكان يأكل الحنظل حتى قتله ولم يخبر أحدا بحاجته ومن الشرف والرياسة حفظ الجوار وحمى الذمار وكانت العرب ترى ذلك دينا تدعو إليه وحقا واجبا تحافظ عليه وكان أبو سفيان بن حرب إذا نزل به جار قال يا هذا إنك اخترتني جار أو اخترت داري دارا فجناية يدك على دونك وإن جنت عليك يد فاحتكم حكم الصبي على أهله وكان الفرزدق يجير من عاذ بقبر أبيه غالب بن صعصعة فمن استجار بقبر أبيه فأجاره امرأة من بني جعفر بن كلاب خافت لما هجا الفرزدق بني جعفر أن يسميها وينسبها فعاذت بقبر أبيه فلم يذكر لها اسما ولا نسبا ولكن قال .
( عجوز تصلى الخمس عاذت بغالب ... فلا والذي عاذت به لا اضيرها ) .
وقال مروان بن أبي حفصة .
هم يمنعون الجار حتى كأنما ... لجارهم بين السماكين فنزل ) .
وقال ابن نباتة .
( ولو يكون سواد الشعر في ذمم ... ما كان للشيب سلطان على القمم ) .
وقيل إن الحجاج أخذ يزيد بن المهلب بن أبي صفرة وعذبه واستأصل موجوده وسجنه فتوصل يزيد بحسن تلطفه وأرغب السجان واستمالة وهرب هو والسجان وقصد الشام إلى سليمان بن عبد الملك ابن مروان وكان الخليفة في ذلك الوقت الوليد بن عبد الملك فلما وصل يزيد بن المهلب إلى سليمان بن عبد الملك أكرمه وأحسن إليه وأقامة عنده فكتب الحجاج إلى الوليد يعلمه أن يزيد هرب من السجن