( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) وقال رسول الله أفضل العبادة التواضع وقال لا ترفعوني فوق قدري فتقولوا في ما قالت النصارى في المسيح فإن الله D اتخذني عبدا قبل أن يتخذني رسولا وأتاه رجل فكلمه فأخذته رعدة فقال له هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد وكان يرقع ثوبه ويخصف نعله ويخدم في مهنة أهله ولم يكن متكبرا ولا متجبرا أشد الناس حياء وأكثرهم تواضعا وكان إذا حدث بشيء مما أتاه الله تعالى قال ولا فخر وقال إن العفو لا يزيد العبد الا عزا فاعفوا يعزكم الله وإن التواضع لا يزيد العبد ألا رفعة فتواضعوا يرفعكم الله وإن الصدقة لا تزيد المال إلا نماء فتصدقوا يزدكم الله وقال عدي بن أرطأة لإياس بن معاوية إنك لسريع المشية قال ذلك أبعد من الكبر وأسرع في الحاجة وخرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير فقال معاوية لابن عامر اجلس فإني سمعت رسول الله يقول من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوا مقعده من النار وقيل التواضع سلم الشرف ولبس مطرف بن عبد الله الصوف وجلس مع المساكين فقيل له في ذلك فقال إن أبي كان جبارا فأحببت أن أتواضع لربي لعله أن يخفف عن أبي تجبره وقال مجاهد إن الله تعالى لما أغرق قوم نوح شمخت الجبال وتواضع الجودي فرفعه فوق الجبال وجعل قرار السفينة عليه وقال الله تعالى لموسى عليه السلام هل تعرف لم كلمتك من بين الناس قال لا يا رب قال لأني رأيتك تتمرغ بين يدي في التراب تواضعا لي وقيل من رفع نفسه فوق قدره استجلب مقت الناس وقال أبو مسلم صاحب الذخيرة ما تاه إلا وضيع ولا فاخر إلا لقيط وكل من تواضع لله رفعة الله فسبحان من تواضع كل شيء لعز جبروت عظمته وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم