بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) ورسول الله يقول لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فأطرق أحمد بن طالون عند ذلك ثم قال كل منكر رأيته فغيره وأنا من ورئك ووقف يهودي لعبد الملك بن مروان فقال يا أمير المؤمنين إن بعض خاصتك ظلمني فانصفني منه وأذقنى حلاوة العدل فأعرض عنه فوقف له ثانيا فلم يلتفت اليه فوقف له مرة ثالثة وقال يا أمير المؤمنين إنا نجد في التوراة المنزلة على كليم الله موسى صلوات الله وسلامه عليه إن الإمام لا يكون شريكا في ظلم أحد حتى يرفع إليه فاذا رفع إليه ذلك ولم يزله فقد شاركه في الظلم والجور فلما سمع عبد الملك كلامه فزع وبعث في الحال إلى من ظلمه فعزله وأخذ لليهودي حقه منه .
وروى أن رجلا من العقلاء غصبة بعض الولاة ضيعة له فأتى إلى المنصور فقال له أصلحك الله يا أمير المؤمنين أأذكر لك حاجتي أم اضرب لك قبلها مثلا فقال بل أضرب المثل فقال إن الطفل الصغير إذا نابه أمر يكرهه فانما يفزع إلى أمة إذ لا يعرف غيرها وظنا منه أن لا ناصر له غيرها فإذا ترعرع واشتد كان فرارة إلى أبيه فإذا بلغ وصار رجلا وحدث به أمر شكاه إلى الوالي لعلمه أنه أقوى من أبيه فإذا زاد عقله شكاه الى السلطان لعلمه أنه أقوى ممن سواه فإن لم ينصفه السلطان شكاه إلى الله تعالى لعلمه أنه أقوي من السلطان وقد نزلت بي نازلة وليس أحد فوقك أقوى منك إلا الله تعالى فإن انصفتني والا رفعت أمري الى الله تعالى في الموسم فإني متوجه إلى بيته وحرمه فقال المنصور بل ننصفك وأمر أن يكتب إلى واليه برد ضيعته إليه وكان الاسكندر يقول يا عباد الله إنما إلهكم الله الذي في السماء الذي نصر نوحا بعد حين الذي يسقيكم الغيث عند الحاجة وإليه مفزعكم عند الكرب والله لا يبلغني أن الله تعالى أحب شيئا إلا أحببته واستعملته الى يوم أجلي ولا أبغض شيئا الا أبغضته وهجرته إلى يوم أجلي وقد انبئت أن الله تعالى يحب العدل في عباده ويبغض الجور من بعضهم على بعض