الباب الخامس عشر فيما يجب على من صحب السلطان والتحذير من صحبته .
أما صحبة السلطان .
فقد قال ابن عباس Bهما قال لي أبي يا بني إني أرى أمير المؤمنين يستخليك ويستشيريك ويقدمك على الأكابر من أصحاب محمد وإني أوصيك بخلال ثلاث لا تفشين له سرا ولا تجرين عليه كذبا ولا تغتابن عنده أحدا قال الشعبي C تعالى قلت لابن عباس كل واحدة منهن خير من ألف فقال أي والله ومن عشرة آلاف .
وقال بعض الحكماء اذا زادك السلطان تأنيسا فزده اجلالا واذا جعلك أخا فاجعله أبا واذا زادك إحسانا فزده فعل العبد مع سيده وإذا ابتليت بالدخول على السلطان مع الناس فأخذوا في الثناء عليه فعليك بالدعاء له ولا تكثر في الدعاء له عند كل كلمة فان ذلك تنبيه بالوحشة والغربة .
وقال مسلم بن عمر لمن خدم السلطان لا تغتر بالسلطان إذا أدناك ولا تتغير منه إذا أقصاك .
وروى أن بعض الملوك استصحب حكيما فقال له أصحبك على ثلاث خصال قال وما هن قال لا تهتك لي سترا ولا تشتم لي عرضا ولا تقبل في قول قائل حتى تستشيرني قال هذا لك فماذا لي عليك قال لا أفشي لك سرا ولا أدخر عنك نصيحة ولا أوثر عليك أحدا قال نعم الصاحب للمستصحب أنت