وتعليم ما فيه للخلائق أجمعين قال الله تعالى ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ولنتذكر أولو الألباب ) والنصيحة للرسول عليه السلام إحياء سنته بالطلب لها وإحياء طريقته في بث الدعوى وتأليف الكلمة والتخلق بالأخلاق الطاهرة والنصيحة للأئمة معاونتهم على ما كلفوا القيام به بتنبيههم عند الغفلة وإرشادهم عند الهفوة وتعليمهم ما جهلوا وتحذيرهم ممن يريد بهم السوء وإعلامهم بأخلاق عمالهم وسيرتهم في الرعية وسد خلتهم عند الحاجة ورد القلوب النافرة إليهم والنصيحة العامة للمسلمين الشفقة عليهم وتوقير كبيرهم والرحمة لصغيرهم وتفريج كربهم وتوقي ما يشغل خواطرهم ويفتح باب الوسواس عليهم .
واعلم أن جرعة النصيحة مرة لا يقبلها إلا أولو العزم وقال ميمون بن مهران قال لي عمر بن عبد العزيز Bه قل لي في وجهي ما أكره فإن الرجل لا ينصح أخاه حتى يقول له في وجهه ما يكره وفي منثور الحكم ودك من نصحك وقلاك من مشى في هواك وقال أبو الدرداء Bه إن شئتم لأنصحن لكم إن أحب عباد الله إلى الله الذين يحبون الله تعالى إلى عباده ويعملون في الأرض نصحا .
ولورقة بن نوفل .
( لقد نصحت لأقوام وقلت لهم ... إني النذير فلا يغرركم أحد ) .
( لا شيء مما ترى تبقى بشاشته ... إلا الإله ويردى المال والولد ) .
( لم تغن عن هرمز يوما ذخائره ... والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا ) .
وقال بعض الخلفاء لجرير بن يزيد إني قد أعددتك لأمر قال يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قد أعد لك مني قلبا معقودا بنصيحتك ويدا مبسوطة لطاعتك وسيفا مجردا على عدوك