عفا عنهم ألحق الجاني بمن لا ذنب له وقيل إذا أشار عليك صاحبك برأي ولم تحمد عاقبته فلا تجعلن ذلك عليه لوما وعتابا بأن تقول أنت فعلت وأنت أمرتني ولولا أنت فهذا كله ضجر ولوم وخفة .
وقال أفلاطون إذا استشارك عدوك فجرد له النصيحة لأنه بالاستشارة قد خرج عن عداوتك إلى موالاتك وقيل من بذل نصحه واجتهاده لمن لا يشكره فهو كمن بذر في السباخ .
قال الشاعر يمدح من له رأي وبصيرة .
( بصير بأعقاب الأمور كأنما ... يخاطبه من كل أمر عواقبه ) .
وقال ابن المعتز المشورة راحة لك وتعب على غيرك وقال الأحنف لا تشاور الجائع حتى يشبع ولا العطشان حتى يروى ولا الأسير حتى يطلق ولا المقل حتى يجد .
ولما أراد نوح بن مريم قاضي مروان أن يزوج ابنته استشار جارا له مجوسيا فقال سبحان الله الناس يستفتونك وأنك تستفتيني قال لا بد أن تشير علي قال إن رئيس الفرس كسرى كان يختار المال ورئيس الروم قيصر كان يختار الجمال ورئيس العرب كان يختار الحسب ورئيسكم محمد كان يختار الدين فانظر لنفسك بمن تقتدي وكان يقال من أعطى أربعا لم يمنع أربعا من أعطى الشكر لم يمنع المزيد ومن أعطى التوبة لم يمنع القبول ومن أعطى الاستخارة لم يمنع الخيرة ومن أعطى المشورة لم يمنع الصواب وقيل إذا استخار الرجل ربه واستشار صحبه وأجهد رأيه فقد قضى ما عليه ويقضي الله تعالى في امره ما يحب وقال بعضهم خمير الرأي خير من فطيره وتقديمه خير من تأخيره وقالت الحكماء لا تشاور معلما ولا راعي غنم ولا كثير القعود مع النساء ولا صاحب حاجة يريد قضاءها ولا خائفا ولا حاقنا وقيل