( فكيف يرد الدر في الضرع بعدما ... توزع حتى صار نهبا مقسما ) .
( أخاف التواء الأمر بعد استوئه ... وأن ينقض الحبل الذي كان أبرما ) .
وقال آخر .
( خليلي ليس الرأي في جنب واحد ... أشيرا علي اليوم ما تريان ) .
ووصف رجل عضد الدولة فقال له وجه فيه ألف عين وفم فيه ألف لسان وصدر فيه ألف قلب وقال أردشير بن بابك أربعة تحتاج إلى أربعة الحسب إلى الأدب والسرور إلى الأمن والقرابة إلى المودة والعقل إلى التجربة وقال لا تستحقر الرأي الجزيل من الرجل الحقير فإن الدرة لا يستهان بها لهوان غائصها وقال جعفر بن محمد لا تكونن أول مشير وإياك الرأي الخطير وتجنب ارتجال الكلام ولا تشيرن على مستبد برأيه ولا على متلون ولا على لحوح وقيل ينبغي أن يكون المستشار صحيح العلم مهذب الرأي فليس كل عالم يعرف الرأي الصائب وكم ناقد في شيء ضعيف في غيره .
قال ابو الأسود الدؤلي .
( وما كل ذي نصح بمؤتيك نصحه ... وما كل مؤت نصحه بلبيب ) .
( ولكن إذا ما استجمعا عند واحد ... فحق له من طاعة بنصيب ) .
وكان اليونان والفرس لا يجمعون وزراءهم على أمر يستشيرونهم فيه وإنما يستشيرون الواحد منهم من غير أن يعلم الآخر به لمعان شتى منها لئلا يقع بين المستشارين منافسة فتذهب إصابة الرأي لأن من طباع المشتركين في الأمر التنافس والطعن من بعضهم في بعض وربما سبق احدهم بالرأي الصواب فحسدوه وعارضوه وفي اجتماعهم أيضا للمشورة تعريض السر للإذاعة فإذا كان كذلك وأذيع السر لم يقدر الملك على مقابلة من أذاعه للابهام فإن عاقب الكل عاقبهم بذنب واحد وإن