إليه فأوجعته ضربا ثم عدت إلى مضجعي بعد إخراج القمع من المخدة فأتاني آت في منامي في صورة فظيعة فهزني وقال أفق من غشيتك وانتبه من رقدتك ثم أنشأ يقول .
( يا خل إنك إن توسد لينا ... وسدت بعد اليوم صم الجندل ) .
( فامهد لنفسك صالحا تسعد به ... فلتندمن غدا إذا لم تفعل ) فانتبهت مرعوبا وخرجت من ساعتي هاربا إلى ربي كما تراني ثم أنشأ يقول .
( من كان يعلم أن الموت يدركه ... والقبر مسكنه والبعث يخرجه ) .
( وأنه بين جنات مزخرفة ... يوم القيامة أو نار ستنضجه ) .
( فكل شيء سوى التقوى به سمج ... ومن أقام عليه منه أسمجه ) .
( ترى الذي اتخذ الدنيا له وطنا ... لم يدر أن المنايا سوف تزعجه ) قال وهب بن منبه أصبت على قصر غمدان وهو قصر سيف بن ذي يزن بأرض صنعاء اليمن وكان من الملوك الأجلة مكتوبا بالقلم المسندي فترجم بالعربي فإذا هي أبيات جليلة وموعظة عظيمة جميلة وهي هذه الأبيات .
( باتوا على قلل الأجبال تحرسهم ... غلب الرجال فلم تنفعهم القلل ) .
( واستنزلوا من أعالي عز معقلهم ... فأسكنوا حفرة يا بئس ما نزلوا ) .
( فإذا همو صارخ من بعد ما دفنوا ... أين الاسرة والتيجان والحلل ) .
( أين الوجوه التي كانت محجبة ... وكان من دونها الاستار والكلل )